قصر الاميرة الاكدية(Tar’am-Agade) أبنة الملك العظيم نرام-سين في اوركيش(حالياً تل موزان)
أسرار ربنا يكشف عنها في المستقبل
اولاً: الموقع والتنقيبات
أوركيش (تل موزان): تقع أطلال مدينة أوركيش التأريخية والتي تعرف اليوم بتل موزان في حوض الخابور الأعلى على الضفة اليمنى لنهر الخابور، على بعد ما يقارب 7كم إلى الشرق من ناحية عامودا وهو بذلك لا يقع على مسافة بعيدة عن الحدود السورية- التركية يبلغ طول التل ما يقارب.(70) م. وعرضه(50) م ويرتفع عن سطح السهل المحيط به ما يقارب(28) م وإن موقع تل موزان قريب ، مناجم النحاس في ارجاني جنوب تركيا ويعتقد أن تل موزان قد استمد ثروته من تجارة النحاس،
إن لموقع تل موزان أهمية في تجارة بلاد الرافدين مع البحر المتوسط فضلاً عن إلى أهميته الإقتصادية كونه يقع في منطقة مثلث الخابور الخصبة جداً، كما كانت مدينة أوركيش تُعد مركزاً مهماً لصناعة الأختام في شمال سوريا، أول من قام بأعمال المسح والتنقيب الأثري في التل بإيجاز هو الباحث الإنكليزي ماكس مالوان عام 1934، ثم استأنفت العمل في التل بعثة آثارية أمريكية من جامعة لوس أنجلوس بإشراف الأستاذ جورجيو بوتشلاتي(Buccelati, G.) وقد استمر العمل مدة(7)مواسم بدأت من عام 1984- 1992، ، كشفت التنقيبات في تل موزان من (13) طبقة سكنية تمثل أدواراً حضارية، تبدأ من الألف الخامس ق.م حتى العصر الحوري- الميتاني الذي يعد آخر الأدوار الحضارية التي شهدها هذا الموقع، جرى الكشف عن قصر أوراكيش ، فضلا عن بيوت السكن والفخار الحوري- الميتاني
ثانيا : قصر الاميرة الاكدية ترام أكد (Tar’am-Agade) ومعنى اسمها (مُحبة أكد )
استأنف بوتشلاتي(Buccelati, G.) التنقيبات في تل موزان في صيف عام 1999 ، أسفرت هذه التنقيبات عن نتائج مهمة اثارت الدهشة والعجب في الاوساط الاثارية ، فبعد استظهار الاجزاء والتقسيمات العمارية للقصر الذي بقى محور بحث مستمرمن قبل بعثة التنقيب حول عائدية القصر، وبعد رفع جدرانه على علو خمسة اقدام فوق مستوى سطح الارض ، كشفت البعثة التنقيبة في احدى زوايا الغرف على كتل طينية عليها طبعات اختام ، باكتشاف هذه الطبعات دقت اجراس الفرح للفريق عندما اكتشفوا ان احد هذه الطبعات تحمل كتابة مسمارية باللغة الاكدية تشير كالاتي: (( نرام سين – ملك – بلاد أكد- ترام أكد – ابنتهً )) ، على أثر هذا الاكتشاف استطاع فريق التنقيب ان يحدد عائدية القصر الى ابنة الملك الاكدي العظيم نرام سين حفيد الملك سرجون الاكدي ، الذي يعتبر من أهم ملوك الشرق الادنى القديم ، ومن المكتشفات المهمة الاخرى هي طبعة ختم لشخص يحمل أسم أكدي يدعى (أشار بيلي Ishar-beli) تشغل الطبعة موضوع ذات طابع محلي خاص بمدينة اوراكيش يظهر فيها حصان يترافق مع الالهة ، ومن المكتشفات الاخرى تمثال مجسم من الفخار اطلق علية اسم (الموناليزا ) ، ومذبح وموقد نار ومنصة من الاجر في ساحة فناء القصر ورأس صغير لرجل (لايعرف بالضبط ماذا يمثل ) وزوج من الاقراط الذهبية.
وفي خضم ما اسفرت عليها التنقيبات بقى علماء الاثار في حيرة امام تساؤلات من أهمها ، ما هو سر وجود الاميرة الاكدية ترام أكد (Tar’am-Agade) في قصر مدينة اوركيش هل:
أولاً: هل حكمت الاميرة مدينة اوركيش بمنحها سلطة ادارية من قبل والدها الملك نرام سين ؟
على اعتبار ان النساء الاكديات وخاصة (حريم القصر)كُن يتمتعن بثقافة عالية وشخصية قوية بدليل عندما عين سرجون الاكدي ابنتهً (أنخيدو أنا ) كاهنة عليا في معبد اله القمر (ننا) في أور، يضاف اليه ايضاً ان النظام الاداري القائم انذاك على منح الثقة للحكام والقادة الاكديين فقط على ادارة المدن والاقاليم التابعة للحكومة المركزية الذي يديرها الملك على الرغم من التعايش المشترك مع السومريون .
ثانياً: هل اختار الملك نرام سين التحالف مع مدينة اوراكيش في ذلك الوقت بدلاً من الحرب
فكان نتيجة هذا التحالف هو تزويج ابنته الى حاكم المدينة أو الى احد ابنائه ؟
اذا اخذنا بنظر الاعتبار لو اراد ان يمنح الملك نرام سين ابنته سلطة ادارية في حكم مدينة اوركيش لاختار لها مدينة اقرب ، على اعتبار بعد المسافة بين العاصمة أكد( المفترض وقوعها في الجزء الوسطي من بلاد الرافدين ) ومدينة اوراكيش .
أعداد : الدكتوره هند شهاب العبيدي