صورت مشاهد البهجة والاحتفالات كالموسيقى والرقص في أعمال فنية عدة ومنذ عصور قبل التاريخ فكان مولد الموسيقى عاصر مولد الانسان القديم ، اذ شاركته في أداء طقوسه التي تمثل الغناء ركناً رئيسياً فيها، والموسيقى والرقص وآلات العزف هي من أحدى ابداعات حضارة بلاد الرافدين، واستعمل العراقيون القدامى الموسيقى للتعبير عن مشاعرهم في مجالات مختلفة منها الاحتفالات الدينية و الاحتفالات الدنيوية.
ويطلق على الاحتفال بالموسيقى بالاكدية nigûtu وتعني( الموسيقى او البهجة ).اما الموسيقي والراقص على حد سواء LÚ.KUR.GAR.RA ويقابلها بالاكدية Kurgarrû ، وللشخص الراقص والموسيقي تسمية اخرى بالاكدية kulu,u والموسيقي الذي يعزف على الالات الوترية فيسمى بالسومرية LÚ.NAR وبالاكدية nâru والمرأة الموسيقية العازفة SAL.NAR وبالاكدية nârtu .
مع اختراع دولاب الفخار بحدود 3500ق.م في جنوب العراق تم استبدال الفخار المصبوغ بفخار نقش عليه رسوم وتراكيب واضحة والتي اعتبرت المصدر الرئيسي والاول لتصوير فن الرقص في بلاد الرافدين، فتظهر على عدد من فخاريات سامراء مشهد يمثل حلقة رقص سحرية لاربعة نساء واقفات شعرهن يتدلى على الجانب ويدور حول النساء مجموعة عقارب فيظهر المشهد من خلال عملية التكراربما يشبه الصليب المعقوف وعلى الاغلب تمثل هذه الحلقة السحرية عميلة تحريك الهواء وانزال المطر، ومن كسر فخاري تعود الى(عصر حلف حوالي 5000 سنة ق.م) سلسلة من شخصيات مرتبطة مع بعضها بالايدي في حالة رقص .
وختم منبسط من الألف الرابع قبل الميلاد من موقع تبه كورا شمال العراق، يظهر في طبعة الختم ثلاث اشخاص ربما رجال وهم يد بيد ويرقصون باتجاه اليمين
فيتضح من الأعمال الفنية الاخرى أن المشاهد التي تمثل المرأة العارية بجانب آلة الدف كانت معروفة منذ العصر السومري القديم، إذ عثر على جرة فخارية من تل أجرب (في ديالى)، تمثل موضوع لراقصات عاريات يضربن على آلة
ومن مدينة اور جنوب العراق تم العثور على مجموعة من الاختام في المقبرة الملكية تعود الى العصر السومري القديم اثناء تنقيبات السير ليوناردو ولي،وهي محفوظة بالمتحف البريطاني، تعرض لنا هذه الاختام مشاهد لحفلات الرقص والشراب بمرافقة المغنيين، منها مشهد ختم مقسم الى افريزين ، الاول وهو الافريز الاعلى يصور شخص وهو يواجه سيدة تحمل كأس الشراب بيدها فضلا عن اثنين من الرجال يشربون من جرة بواسطة قصبة طويلة والافريز الثاني (الاسفل) يصور امرأة تحمل بيدها قيثارة برأس ثور محاطة بنساء ترقص وتصفق.
و ختم اسطواني(2.5X1.3 سم) يعود الى العصر البابلي القديم محفوظ بالمتحف البريطاني ، يصور مشهد مقسم الى افريزين ، في الافريز الاول(العلوي) يصور مظاهر البهجة والفرحة لجنود محتفلين بنصرهم وقد انعكست فرحتهم وهم يؤدون رقصات بوضعية غريبة وجديدة فيظهرون وكل واحد يواجه الاخر وهم متماسكي الايدي بحيث تنفذ الرقصة بانحناء ساق واحدة ،والافريز السفلي يتوسط المشهد اله جالس تحت الهلال مع قرد صغير، اما الملك فيظهر وهو يلوح بيده بفأس فوق العدو.
وفي لوح محفوظ في متحف برلين صور فيها امرأة عارية واقفة على دكة دائرية الشكل وتمسك بيديها آلة الكنارة، فيما يتجه رأسها إلى عازف يصاحبها على الضرب على الدف مثل بوضعية تقترب من الجلوس على الارض للدلالة على الرقص.
وفي قرص من الفخار فريد من نوعه في تصميمه ومضمونه الفني محفوظ بالمتحف العراقي قطره(15 سم) يعود للعصر البابلي القديم ، اذ جمع الموسيقيين وهم الاقزام ذو الارجل المقوسة والراقصين وهما امرأتين عاريتين واقفتين في مواجهة بعضهما متشابكتي الايدي والالعاب البهلوانية التي تقوم بها ثلاثة قرود يرتدون لباس ساخر.
ومشهد رقص يعود الى العصر الاشوري الحديث على لوح حجري نفذ بالنحت البارز زين به قاعة العرش للملك الاشوري اشور ناصر بال الثاني في قصره في نمرود شمال العراق، يصور المشهد احتفال جنود الملك بنصره على الاعداء حاملين روؤس الاعداء بايديهم ويلوحون بها ويرافقهم اثنان من الرجال الملتحين وهم يعزفون على القيثارة وخلفهم رجل يضرب على طبل صغير اسفل هذا المشهد هناك مشهد يصور رجال يصفقون ورجال يرقصون.
اعداد :الدكتوره هند شهاب العبيدي